Loading

wait a moment

No data available!

أبو الزّلف يَضرب مِن جديد في بعلبك

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

كلّ يَوم نشهَد على عجيبة في لبنان. عَجيبَة لا توَثَّق لكنها تستحِق التفاتَة جدّية ممِن ينظرون في دعاوى القديسين.

لبنان دولَة طوباويَّة مرشّحَة للقداسَة. حكومَته تعمَل عَلى وقود الأعاجيب. المعجِزات وحدَها تَجعَل من بلَدِنا يستيقِظ كلّ صباح دونَ أن توافيه المنيَّة في المساء. بلَد يَموت دون أوراق نعوَة. لا تعطيه المَقابِر تأشيرة دخول. يعيش من دون شهادَة ولادَة. لا تقطع الدّايَة حبلَ صرّتِه.

دولَتنا من فصيلَة غَريبَة. مزيّحَة مثلُ ” الزّيبرا ” . مرقَّطة مثل الفهود. ورشيقَة في الرقص عَلى الحِبال مثل القرود. يا قِرد!

لا هي عَلى قيد الحياة ولا هي على قيد الوَفاة. حكومتُها معطّلَة إنّما قادِرَة عَلى إحياء أيّام عَرَق في أكثَر من مَدينَة. حكومَة في ” كوما ” لَكِن قادِرَة عَلى تنظيم مباراة مصارَعَة حرَّة بينَ وزرائِها كلّ يَوم.

دولَة تنزفُ من الخاصِرَة وتَحتفِل بفوز ضَيعَة بلقَب الضّيعَة الأكثَر جَمالاً في لبنان. كلّ شيئ في هذه الدّولَة يصرّ أن يصحو من النوم صباحاً. أن يرتَدي أجمَل ما عندَه. يتطلَّع في المرآة ويقول متبجِّحاً: أنا الدولة.

مِن مَحاضِر ضَبط السّرعَة التي تناهز الألف محضَر يوميّاً، إلى مفتّشي وزارَة العَمَل وخِطط معالَجة النفايات ومؤشرات البطالَة. حتّى مَكتب الشمندر السكّري ومصلحَة سِكك الحَديد يتثاءَبان قليلاً ثمَّ يتوجّهان إلى أماكِن العَمَل. حكومَة لا تعرِف متى تأتي ساعَتُها لكنّها تَرتَدي ساعَة سويسريَّة.

حكومَة ” هيا إلى العَمَل ” نائِمَة فيما أعضاؤها تَعمَل. مَوت دِماغي مَع إصرار القَلب عَلى الخَفقان. ليس هناك من دولَة في العالَم قادِرَة على أن توقِف دِماغَها وتُبقي عَلى وظائف أعضائِها.

في عالَم الزّواحِف يبقى ذَنَبُ ” السقّايَة “) السّحليَة) ينفضُ حتّى بعدَ فصلِ الرأس. دولَة تنفضُ بعدَ أن ذَبَحها الفساد. مسؤولوها في سَفَر. يسوحونَ في أوجاعِ مواطِنيهم. يشترَون الآخ بالجملَة. يبيعون الكَذِب بالمفرَّق.

دولَة أضعَف مِن موّال بعلبَكي. موّال واحِد يعتَقِل الدّولَة. يكبّدُها خسائِر بشريَّة. ماذا لَو تَحالَف الموّال مَع الميجانا؟ بقليل من الدّعم مِن أصحاب المَراجِل نصبِح دولَة ” عالرّوزانا “.

حكومَة تقدِّم الطّاعَة إلى فندق على ملكيَّة بحريَة عامّة. إلى مَطمَر. تدبُك مَع زَعيم. مِن عزّ هذا السُّبات تَعتَرينا بينَ الفَينَة والفَينَة صَحوة مَوت. دعسَة بَنزين ما قبل النزول في الوادي: المادّة 80 مِن الموازَنَة…حقوق المسيحيين…عَدالَة التّمثيل…المناصَفَة في الوَظيفَة العامَّة.

فجاةً تقرّر الدولَة الخروج عَن طاعَة الموّال. تكمنُ لَها قبائِل ال ” أُوفْ أُوفْ “. ترشوها بدزّينَة صفيحَة بعلبكيَّة. دولَة لا تريد سِوى أن تأكل وتشبَع وتتدشّى. الجرائِم العائليَّة لا تَعنيها. قبائِل تغنّي مَواويلَها. دولَة تَعمَل على الأبو الزلّف وهَيهات يا مولايّا. تَخت شَرقي كامِل كلّهُ نَشاز. الدّعوة مَفتوحَة. المَدعوون نائِمون والحَفلَة مستمرَّة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *