Loading

wait a moment

No data available!

#سردة واقع

احلام خليل _ خاص أنا والخبر

تفاقمت الأزمة في لبنان وأصبح العيش فيه صعب واللبنانيون يناضلون و يكافحون للدفاع عن أنفسهم و كأن لعنة الفقر والجوع قد حلّت فقط على شعب هذا البلد الصغير الذي لا حول له ولا قوة.

البلد على شفير الهاوية منذ بضع سنين و قد انفجر الوضع في السابع عشر من شهر تشرين الأول من العام الماضي و ولدت الثورة من رحم الأحزان،الجوع طرق كل بابٍ في لبنان مع بدء ارتفاع الضرائب على جميع السلع والخدمات بشكل مفاجئ وبالتدرّج، هذا ما دفع الناس للنزول إلى الشوارع والمطالبة برحيل السلطة السياسية الفاسدة من رأس الهرم حتى أسفله تحت شعار “كلّن يعني كلّن” ولكن دون جدوى فقد رحل فقط من لا ذنب له و بقي المذنب الأكبر و هذه الثورة أدّت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني و خفّت وتيرة الثورة مع ظهور وباء كورونا الذي حلّ ضيفاً على جميع بلدان العالم دون استثناء والذي سجن الناس في بيوتهم تفادياً للموت ولكن لم يسلم أحد من الإصابة به إلا من رحمه ربي و كان منعزلاً تماماً عن الجميع.

المستشفيات امتلأت بالمرضى و لم تعد لديها القدرة على استيعاب أعداد أكثر من طاقتها،الدواء والمعدات الطبية قد انفقدت من عدة مستشفيات و وزير الصحة يناشد اللبنانين الإلتزام بالإجراءات الصحية و عدم الإختلاط لكن دون جدوى،فقدت الأدوية من الصيدليات و دخلنا في المجهول البعيد،هنا من فقد والده و هناك من فقدت اخاها و أصبح الموت يحلق فوق كل بيت والتي لم تفقد أحداً من عائلتها فقدت عزيزاً على قلبها.

خيّم اليأس على اللبنانيين لأن الوضع الإقتصادي قد تدهور بشكل جنوني و نسبة الفقر قد تعدّت ال 55% عام 2020 بعدما كانت 28% عام 2019 بحسب الدراسات التي قامت بها الإسكوا مؤخراً و الذي زاد هذه الأعداد هو انتشار فيروس كورونا الذي شلّ البلد و منع الناس من ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي و ايضاً كان لإنفجار بيروت في شهر آب من عام 2020 انعكاساً سلبياً على الوضع الإقتصادي في لبنان و لكن ما خفف حدة الأزمة هو وقوف الدول الصديقة الى جانب لبنان و شعبه حيث إن العديد منها قدمت المساعدات المالية والعينية و مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى.

صدر القرار من مجلس الدفاع الأعلى و قضى بإقفال البلد إقفالاً تاماً باستثناء بعض الأماكن الضرورية كالأفران و الصيدليات و المستشفيات دون مراعاة أوضاع الناس الصعبة و دون وضع خطة لمساعدة الفقراء اللذين لا يستطيعون العيش و تأمين قوتهم إن لم يعملوا،هذا ما دفع بالبعض لعدم الإلتزام بالقرار و المضي في عكسه و بعضهم الآخر لم يجد حلاً سوى السرقة فقد انتشرت في الآونة الأخيرة قضية السرقات و أصبحنا نسمع عنها في كل مكان حتى الأماكن التي كانت آمنة لم تعد كذلك ما دفع الناس إلى حمل السلاح و حراسة ممتلكاته كما كثرت حالات النهب و القتل على الطرقات ما زرع الهلع والخوف في قلوب المواطن اللبناني.

مصيبة تلوَ الأخرى والدولة نائمة في كهفٍ بعيد عن لبنان يخططون لرفع الدعم عن المحروقات والسلع الغذائية حتى وصل الأمر بهم إلى رفع سعر ربطة الخبز إلى 2500 ليرة فلا يوجد بعد ذلك كلام يقال سوى أننا نعيش تحت رحمة رئيس لا يصلح حتى لإدارة نفسه فكيف سيدير أمر بلد و شعب؟؟

فسحة الأمل دائماً نخلقها لأنفسنا للخروج ممّا أصابنا حمى الله لبنان من كل شر يحيط به و ازاح عنه هذه الغيوم السوداء التي تغطي سماءه و رفع عنه و عن شعبه هذا الوباء ليعود كما كان سابقاً منارة العلم والعلماء و ملتقى الحضارات .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *