بقلم الأستاذ نزير الرفاعي
لا تزال سنة ٢٠٢٥ تفاجئ اللبنانيين بالتغييرات والتحولات، فبعد التقلبات السياسية التي شهدها الوطن ، ولعل أبرزها الإنتهاء من الفراغ الرئاسي ، كان للطبيعة مشهدا غير مألوف ، وخصوصا كانون الثاني الذي بات محط استغراب للبنانيين.
أين عواصف كانون ؟ أين الرياح والأمطار الغزيرة المتواصلة ؟ أين ما نقلوه لنا أجدادنا عن “كانون فحل الشتي “؟
ها قد دخل كانون الثاني نصفه الثاني ، وشمسه تتمايل من شرق لغرب باسطة ضوءها على لبنان دون أي رادع ، فالغيوم السوداء الملبدة والبرق والرعد المصاحب ، لم يسلكوا سماء لبنان ، مانعين عنه تلك الأمطار الخيرة ، وذاك الثلج الأبيض الذي تدخره الطبيعة في قمم جبالها لصرفه بصيف حار وجاف في أنهار فيروي الأشجار والنبات .
نعيش وكأننا في بيئة ربيعية، إلا أن الأزهار والورود والبراعم الخضراء وزهر اللوز ! تنتظر ربيعا حقيقيا تزدهر فيه وتترعرع، هي تعلم حق العلم الآن أنها في شتاء يفترض أن يميزه المطر الغزير الذي تتغذى منه وتنمو ، والذي لا بديل عنه كمصدر استمرار لها .
إن استمرار غياب الأمطار عن كانون الثاني وتأخره في شباط، سيشكل تهديدا حقيقيا على بعض منتوجات الأشجار المثمرة ، ولا سيما تلك التي تصدر أزهارها في الربيع كأشجار اللوزيات ، والسبب أن الأمطار والرياح والعواصف الغائبة عن كانون الثاني ، من المتوقع أن تظهر في النصف الثاني من شهر شباط وبالتالي على مشارف فصل الربيع
، ما يؤدي إلى هلاك أزهار الأشجار وتلفها وبالتالي خسارة نسب كبيرة من الفواكه .
إن هذا التغير الواضح في المناخ يؤثر سلبا على البيئة التي تترابط ببعضها البعض بحلقة ثابتة المسار للفصول الأربعة ، فإذا ما تعرقل مسار فصل وتغيرت أشكاله المعروفة من شتاء او مشمس ، كان له تداعايات وآثار
وعوارض سلبية لأشكال فصل يليه ، ويظهر ذلك على أشكال النباتات والأشجار من خلال نضارة لونها الأخضر أو تأخر أزهارها أو ضعف غصونها .
رغم كل ما ذكرناه تبقى الأيام القادمة من فصل الشتاء ، المعيار الأساسي في الموازنة .
فهل سيستمر الجفاف طيلة أيام الشتاء ؟ أم سيفاجئنا بما عودنا منذ التاريخ لليوم ، ويعاود أمطاره وثلوجه علينا ؟ بقلم الأستاذ نزير الرفاعي