كتبت خديجة مصطفى في أنا والخبر.
نقود سيارتنا كل صباح للذهاب إلى العمل، وفي خضم عجقة السير والوقت المستهلك للوصول نستمع إلى نشرات الأخبار: مشاورات إنتخاب الرئيس، الأزمة الإقتصادية، الجبهة الجنوبية والشهداء الذين يسقطون الواحد تلو الأخر إضافة إلى النزوح من مناطق جنوبية عدة وهنالك مناطق تستعد لفصل الصيف والإستقطاب السياحي.
فالبلد يعيش إقتصادين مختلفين لا يتلاقيان: إقتصاد الحرب، حيث لا يوجد قدرة شرائية، بل دمار ونزوح وتهجير.وإقتصاد قائم على الإستقطاب السياحي ومطاعم تحاول زيادة زوارها ومهرجانات تحاول النجاح.
في ظل كل هذا، هناك مشاورات عديدة لإنتخاب رئيس ومحاولة النيء عن الحرب الجارية في الجنوب، حيث المقاومة أصبحت وحدها كالعادة مسؤولة عن حماية الحدود التي هي حدود الوطن، فالسؤال الأول كالعادة أين دور الجيش اللبناني في حماية الحدود الجنوبية ومتى سيمسك زمام الأمور؟ هل الإجابة يلزمها العديد من المقاربات السياسية الداخلية الإقليمية والخارجية؟
إنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان، إنتخاب رئيس في ظل حرب أو أزمة إقتصادية، وهنا أطرح سؤالي الثاني: ما سيكون دور الرئيس الجديد للبنان، وما دوره ؟
الرئيس الجديد الذي يمثل سيادة لبنان وإستقلاله عليه أن : إنعاش الحياة الإقتصادية ومحاولة خفض سعر صرف الدولار بالنسبة لليرة اللبنانية، بحيث ترجع الرواتب خاصة القطاع العام لها قيمتها الفعلية. النجاح في المفاوضات لوقف القتال على الحدود الجنوبية، حيث أن الحرب تمتد لمناطق وقرى كثيرة.وهنا أستطرد للتلاميذ الذين لديهم إمتحانات رسمية، كيف سيستطعون الإمتحان في ظل هذه الظروف؟
أن يكون قريب من كل الكتل والأحزاب السياسية وفتح طاولة حوار جديدة لتقارب الأفكار وحل النزاع القائم وللاسف بين الطوائف الللبنانية أن يكون رئيس لكل اللبنانيين كافة، يؤمنون به وينادون بإسمه لمساندته على حل المشاكل المستعصية التي أصبحت كالمرض المتغلغل في بلدنا.
محاربة الفساد – حيث دائما ننادي بها_ في كافة المؤسسات والقطاعات في الدولة وإعطاء دور الكفاءة في التوظيف وليس الواسطة.
هذه أهم النقاط وإذا أردنا أن نكمل لا ننتهي من التبويب، ولكن أهم من ذلك كله، هل سنؤمن بالرئيس الجديد إذا لم ننتخبه نحن الشعب، مع الحفاظ على الطابع الطائفي للمقعد؟ غير أن هذه المشاورات هي مشاورات ليست على كافة الكتل والاحزاب والقوى السياسية وبالتالي، أنا من خلال مقالي هذا، أنادي بضرورة أن يضع الشعب كله، يده بيد بعض من خلال المناداة بإنتخاب رئيس قوي وفعلي للبلاد ينهض بشعبه ويكون سيد حر مستقل.