Loading

wait a moment

No data available!

وفي عيد الحُب أهدى اللبنانيين إستقلالاً

كتبت ملاك يحي


قدّر الله وما شاء فعل، لكن رفيق الحريري، الذي أزهر الاستقلال الثاني من دمائه، لم يكن يعلم أن مشروعه الذي حمله وسار به درب الجلجة على طريق العالم، سيتعارض مع المشروع الفارسي، الذي أزهر من دماء أطفال سوريا واليمن والعراق، ومن تعب وجنى الشعب اللبناني، بغية استعداد أمجاد الماضي الأسود.
ها هو رفيق الحريري أصبح كتاباً خالداً، تُدرّس سيرته ومسيرته في المدارس، ويصدح إسمه في المحافل الدولية. رفيق الحريري، الذي ساهم في وقف الحرب الأهلية اللبنانية وفي طبطبة جروح اللبنانيين وفي إعادة إعمار بيروت، أهدى اللبنانيين إستقلالاً ثانياً في عيد الحب، وكرّس حُرية الفرد، بعدما خطفها نظام الأسد، الذي خطف حرية شعبه، في سبيل بقائه رئيساً لسوريا التي أصبحت دولةً تتناتشها كل الدول.
اغتيال رفيق الحريري لم يكن فقط إغتيالاً لشخصه، إنما إغتيالاً لمشروع الدولة، مشروع الأمن والإستقرار. واغتيالاً لأحلام الشباب اللبناني، الذي يرنح اليوم تحت خط الفقر، ويعاني الأخرون من عدم القدرة على التسجيل في الجامعات، وبعضهم لم يستطيع إيجاد وظيفة تساعده وعائلته في تأمين أبسط الحاجات. كل هذا سببه الشلل الذي عانى منه لبنان في حقبة ميشال العون، الذي كان دميةً من دمى نظام الولي الفقيه في الشرق الأوسط. فهو امتهن لغة تهجير اللبنانيين وشيّد قصراً جديداً متطوراً من أموال الشعب.
إذا رفيق الحريري كان رجل دولة بامتياز، وكم نحن الآن بحاجة إلى رجال الدولة، وكلما تقدمنا نجد أن الحنكة السياسية والدبلوماسية استُشهدتَا مع رفيق الحريري ورفاقه، وأصبح لبنان منبراً للبعض من أجل تخريب علاقاته بأشقائه العرب، والدول الصديقة.
لبنان اليوم دخل غرفة الإنعاش بحالةٍ حرجة، فقد نزف خيرة أبنائه، الذين هربوا منه باحثين عن وطن يداوي أوجاعهم، فماذا لو كان رفيق الحريري هنا ومعنا وفي لبنان، هل سيقبل الذُل والعار، هل سيسمح، لهم بمحو إسم لبنان من الخرائط الدولية، وهل سيقبل بـ ألا يصدح صوت لبنان في المحافل الدولية! وهل سيقبل بإستنسابية التوظيفات، ووضع أشخاص غير مناسبة في مراكز القرار الأولى!!
بالفعل لم يَستشهد رفيق الحريري بمفرده، إنما أُغتيل معه وطناً بكامله، وذهبت معه الحنكة والدبلوماسية، وأصبح لبنان قائماً على صفقات مفادها “عطيني.. بعطيك”، إنما يبقى أملنا أن نثور نحن الشباب على الواقع المرير.. لنقول، نريد لبنان “وطناً، حرّاً، سيداً، مستقلّا..” ولا يسعني سوا أن أقول رحم الله من أهدى لبنان واللبنانيين استقلالاً ثانياً في عيد الحب…
ملاك يحي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *