_كانت حساباتي للانتخابات خاطئة في عدة أماكن
في حديث له عبر قناة الجديد قال النائب السابق مصطفى علوش: “أننا جميعا عندما نفشل في شيء من الأشياء نحاول أن نجد لذلك مسوغات خارجة عن إرادتنا، وكل شخص لا يزن الأمور في عقله لتجنب المفاجآت وعلى الأرجح إنني لم اقم بحساباتي بشكل كافٍ لمعرفة الأصدقاء من غيرهم ومن كان يقف فعليًا بجانبي أو العكس لذلك فإنني أقول بأنني لا أوافق على منطق المؤامرة، بل ربما كان خطابي الشعبيّ غير كاف للناس، وكانت أيضًا حساباتي خاطئة بما يتعلق بالعمل الإنساني الذي قمت به على مدى ثلاثين عامًا، والشيء الثالث له علاقة بإدارة المعركة الانتخابية حيث لا شك أنه كان هناك تفوق للقدرات المالية على كل الامور الأخرى المتعلقة بالسياسة ووجود مشروع لإنماء البلد، ولكن على كل حال فقد قمنا بخوض هذه الانتخابات على الطريقة ذات الطابع الأخلاقي الديمقراطي دون اللجوء إلى الألاعيب التي تم استخدامها أثناء الانتخابات.
_تمّ التعامل مع لائحة “لبنان لنا” كأنها غريبة
ولدى سؤاله عما إذا كان للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري دور سلبي أم إيجابيّ في ترشحه للانتخابات قال علوش: ” كان إيحاؤه دائمًا إيجابيًّا والعمل الجدّي لمصلحة الصديقين الخير، والصمد لها علاقة باعتبارات خاصة بأحمد الحريري، وتمّ التعامل مع “لائحة لبنان لنا” داخل طرابلس وكأنها لائحة غريبة، وكان الناس مقسمين إلى قسمين الأول ناقم على الطبقة السياسية ولا يريد انتخابها والثاني هو من سينتخب مقابل النقود. وكانت لدي شكوك قوية بأن أحمد الحريري كان يعمل دون توجيهات من الرئيس سعد الحريري.
أُقصيتُ عن كل المواقع السياسية بمواقف واضحة وصريحة
وأضاف علوش: كوني من المؤسسين لتيار المستقبل لا يعني أن أُشيدَ بنفسي لأضعها بجانب رفيق الحريري فهو كان الرمز والفكرة التي دفعتنا لتأسيس تيار المستقبل ١٩٩٨، وكان أصحاب الفكرة هما سمير الجسر وأحمد فتفت، وكنت معهم من أوائل الذين انضموا سوية لتأسيس تيار المستقبل ومن ثمّ فقد خضنا خيارات سياسية صعبة، وكوني من مناطق منطقة شعبية فكنت أنظر إلى الأمور نظرة نضالية، ولا أعتقد بأنه أي تيار أو فكرة أو حزب سياسي هو ملك للمؤسس أو للرئيس بل للناس. ولا شك بأنني قد أقصيت عن كل المواقع السياسية الرسمية منذ عام ٢٠٠٩ في مواقف واضحة، وذلك ليس غريبًا لأنني كنت متخذًا الاتجاه اليساري في تيار المستقبل وغير راضٍ بمبدأ التسويات وقد كشفت كل تلك الأمور وكنت مسامحًا في الكثير منها وكان ذلك الخطأ الأساسي بالنسبة لي، وكوني كنت نائب رئيس تيار المستقبل للشؤون السياسية فقد اعتبرت ذلك ردا للاعتبار بما يخص مواقفي السياسية، وانطلقت من ذلك باعتباره سيسمح برسم خرائط جديدة لنمشي عليهاولكن خلال فترة القصيرة اكتشفت أنني قد كنت واهمًا لذلك اتخذت قراري بالاستقاله قبل أربعة أشهر من إعلانها على عكس ما فكرت به الناس أنني قد استقلت من أجل الانتخابات.
الحل الديموقراطي التقليدي لن يجدي نفعًا
وأكد علوش أن المأزق الذي دخلنا فيه منذ عام ٢٠١١، يزداد سواءً وأن الحل التقليدي والديموقراطي لن يجدي نفعًا، إلا بحدث خارج المألوف أي أنه حدث عنيف تتبعه تسويات كبرى، أو أن تحصل تلك التسوية الكبرى تؤدي إلى الاستقرار لفترة من الزمن لكننا بحاجة إلى إعادة التوازن المالي سواءً كان ذلك للمصارف أو للمواطنين المودعين، وتأمين استقرار أمني، وتشريعي، وقضائي، مما يفتح باب الاستثمارات والتي يجب أن تكون من خارج البلد لأن الكتلة المالية الموجودة داخل البلد لا تستطيع النهوض بالاقتصاد وحدها فهي بحاجة إلى استثمارات كبرى. لذلك فإنه تأمين الكهرباء ليس الحل الجذري لانه وإن تم تأمينها فمن أين سيستطيع المواطن تأمين النقود حتى يتوفر له اشتراك كهربائي رسمي، في المسألة ليست من يدير الحكم، سواءً كان أينشتاين بذكائه أم القديسة تيريزا بشفافيتها، بل هي الوقائع الموجودة على الأرض والتي نقوم نحن المواطنون في تسطيحها يومًا بعد يوم فهناك واقع محليا وإقليمية لن يتغير ما لم تحدث معجزة سياسية أو معجزة عنيفة أو الاثنين معًا.
وبيّن علوش أنه انه حين تم انتخابه للمكتب السياسي في عام ٢٠١٠، كان قد قال بأننا إذا بقينا بهذه العقلية فإن التجار لم يستطيع الصمود أكثر من 10 سنوات وهو اليوم بهذه العقلية لن يستطيع الاستمرار، فقد فقدنا الثقة والخيارات والشخصيات السياسية والثقل الذي كان موجودا من قبللذلك فأنا اشجع من بقية في تيار المستقبل أن يفكروا بعقلية مختلفة عن عقلية التسويات وعدم الوجود الا إذا كنا موجودين في السلطة. ونتيجة تجربتي مع تيار المستقبل فهنالك أناس داخله “بيسووا تقلن ألماس”، وأنا الآن أكمل شهادة جديدة في تخصص الفلسفة وعدتُ إلى الجراحة، ولا أفتش عن دورٍ سياسيّ ولا أهرب من أي دورٍ سياسيّ يتفق مع قناعتي.
أنا مؤمن بإنسانية سعد الحريري
وختم علوش حديثه بأنه لا يزال يؤمن بإنسانية سعد الحريري أكثر من خياراته السياسية