Loading

wait a moment

No data available!

ألمرأة قوة داعمة منهوب منها حقوقها _ هاجر الرفاعي

كتبت هاجر الرفاعي في أنا والخبر.

في هذه المقالة سوف نتناول موضوع المرأة من ناحية : ما هي المرأة ، وكيف ينظر إليها المجتمع ، وهل حصلت على حقوقها المنهوبة منها لإثبات وجودها وتحقيق ذاتها ، ومساواتها مع الرجل ؟!.

ما هي المرأة ؟
ألمرأة هي ذلك الجنس الداعم الذي يعتمد عليه الجميع صغيراً وكبيراً في معظم الأمور لإحراز النجاح بها. فكل نجاح يتطلب دعماً .

ألمرأة هي العنصر المكمل للرجل ولكن ليست خاضعة لسلطته ، وبالإضافة إلى ذلك هي تلك المدرسة الحاضنة للعديد من الأفراد ، إذ تقوم على تربيتهم ذكوراً وإناث وتتحمل كل مشاكلهم وتعمل على إيجاد حلول لها . ألمرأة هي التي تتقن العديد من الأدوار وتجتمع بها العديد من الصفات بامتياز وباستثنائية لا يستطيع أي من الرجال إتقانها ، خلقت معها منذ التكوين وأهمها الصبر والجد .

وهذا ما يبين لنا أن عمارة المجتمع متعلقة بين يديها وكذلك دماره
ألمرأة هي نصف المجتمع ، وهي التي تلد النصف الآخر . هذه هي المرأة التي تتصف بالكثير من الصفات الإيجابية إلا أن المجتمع الذكوري الجاهل قضى وحول هذه الصفات الإيجابية وأعطاها كل الصفات السلبية ، وعمل على سلب وتجريدها من حقوقها . فمن جراء ذلك الظلم الذي نراه لا بد من الإنتفاض والثور على هذه العقلية لكي تتمتع وتحصل المرأة على كامل حقوقها .

إن المطالبة بحقوق المرأة تعد من الأمور الأساسية التي على المجتمع والدولة مواكبتها وتطبيقها .

ففي الكثير من المجتمعات يُنظر إلى المرأة نظرة دونية ، مهمتها فقط تنحصر داخل الأسرة ولا دور لها في أي قطاع من قطاعات الحياة كافة ، حيث يعتبرها البعض قاصراً خاضعة لسلطة الرجل وإرادته فتتعرض إلى الإهانة والتهميش باعتبارها دمية يتسلى بها الرجل متى يشاء وكما يشاء ، في ظل هذا لا بد من القضاء على هذا المفهوم والعمل على تثقيف المرأة وتعليمها كما ينبغي أن تتمتع بحقوق مدنية وسياسية وأن يكون هناك من يمثلها في المجالس البلدية والسياسية .

ومن خلال ذلك أرتفع أصوات العديد من النساء مطالبين بحقوقهم والمساواة مع الرجل ، فبعض المجتمعات قامت بإعطاء المرأة حقوقها ومساواتها مع الرجل بالحقوق المدنية والمواطنية ، معتبرة أن للمرأة حق في المشاركة بالإنتخابات وبالحياة السياسية وبتأمين العمل لها وظروف أفضل للأمومة . بعد الكثير من الثورات التي اندلعت من أجلها استطاعت أن تخرج قليلاً من عبودية الرجل . إلا أنه بقي الكثير من الخطوات أمامها لتحقيق ذاتها ومساواتها مع الرجل .

بينما في بعض المجتمعات بعد الكثير من الثورات التي اندلعت بحق المرأة ظلوا يرون أن المرأة مهمتها تدور حول المحافظة على استمرارية العائلة . إذ يعتبرونها تشكل خطر على موقع الرجل ؛ فمتى نهضت وتعلمت ، اكتسبت ، ومتى اكتسبت تعرفت على قطاعات الحياة وأشكالها كافة عندها تمتلك قوة تتحدى بها قوة الرجل وتقضي على مكانته وسيطرته وهيمنته .

هذا يعني أن المجتمع الذكوري يخاف من فكرة إعطاء المرأة حقوقها لكي لا تتحول إلى سلاح خطير تهدد به الرجل وتقضي على فرض سيطرته ، وهذا نشهده أكثر فأكثر لدى المجتمعات الشرقية إذ نشهد إلى اليوم ألطريقة السلبية بمعاملتها ، إذ ينعتونها بالضعف ، وأن جوهرها لا واعٍ . غير ذكي ، وغير قادر على تصور أو تكوين المفاهيم واستشراف المستقبل أو التفكير بالماضي . فالمرأة عندهم ذو عقل ضعيف تتميز بأنوثتها فعندما تعطي إهتماماً لشيء آخر كالعلم والفلسفة والأدب فهذا يعني أن هناك خلل في أنوثتها تعوض عنه بالبحث في عالم الرجال . وهذا ما يوضح بأن المرأة عندهم من جنس آخر غير الرجل ، وخاصة في بلاد الدول النامية التي ما زالت حتى اليوم في أول النضال لنيل الحقوق الأساسية للمرأة .

في لبنان رغم الكثير من الفرص التي أتيحت للمرأة قانونياً فما زالت المشاركة السياسية ضعيفة وبحاجة إلى تشجيع من قبل القيمين .

ألعنف الذي يمارس على المرأة يؤدي في أكثر الأحيان إلى موت الكثير من الضحايا ، وهذا ما يؤكد لنا أن مسيرة نضال المرأة من أجل نيلها لحقوقها ، ومساواتها مع الرجل ما زالت طويلة ، إذ واجهة نضالها عوائق كثيرة مما أدى إلى خلق حواجز شكلت تحديات تواجهها المرأة في نضالها منها : دينية ، ومنها سياسية ، وإجتماعية .

_ألتحديات الدينية : يختلف الزواج والإرث والطلاق في لبنان بين طائفة وأخرى ورجال الدين هم المرجع لذلك وهنا يبدو التحدي أصعب بكثير أمام المرأة للمطالبة بحقها .

_ألتحديات السياسية : إن الأنظمة التي تقل فيها الديمقراطية ، تحاول جاهداً إعاقة وصول المرأة إلى السياسة

_ألتحديات الإجتماعية : إذ يعتبر هذا التحدي أعظم تحدي للمرأة .

إن المرأة لم تتخلص من نظرة الإعجاب بالرجل ، وهذا ما يجعلها عاجزة عن إثبات نفسها ، إذ تظل دائماً مشغولة لإرضاء الرجل فتنسى ذاتها ونفسها . لذلك فإن التحدي الأكبر يكمن في المرأة نفسها ، فعندما تتخلص المرأة من عدائها للمرأة واستعادة ثقتها بنفسها وبقدراتها ، عندها ستربي أولادها ذكوراً وإناث على المساواة بينهما .
وبهذا فإن المرأة هي المسؤولة الأولى عن تغيير الذهنيات ، وعلى تحصيل حقوقها واستعادة نفسها وكيانها وجوهرها .

هاجر محمد الرفاعي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *