Loading

wait a moment

No data available!

ألمستبد عدو الحق والحرية وقاتلها – هاجر الرفاعي

كتبت هاجر الرفاعي في أنا والخبر.

في هذه المقالة سوف نطرح موضوع الإستبداد من ناحية التعريف وطغيانه على الأمة ، وكيف أن السياسيين يعمدون على ممارسته للحفاظ على مكانتهم ونفوذهم ، وفرض سيطرتهم العدوانية ، وسبب تأخر الشعوب وانحطاطها.

ما هو الإستبداد ؟؟
ألإستبداد هو غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الإستقلال في الرأي والحقوق المشتركة .
ففي اصطلاح السياسيين ، ألإستبداد هو تصرف فرد أو جمع ، في حقوق قومٍ بالمشيئة وبلا خوف . فالمستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم ، ويحكم بهواه لا بشريعتهم ، ويعلم من نفسه أنه الغاضب المعتدي ، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته .


ونضيف أيضاً بأن المستبد هو عدو الحق ، عدو الحرية وقاتلها ، والحق أبو البشر والحرية أمهم . والعوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئاً . ويبين أن السياسيين يبنون إستبدادهم على أساس التعالي الشخصي والتشامخ الحسي عليهم ، فيذلونهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم ، يتمتعون بهم كأنهم نوع من الأنعام التي يشربون ألبانها ، ويأكلون لحومها ، ويركبون ظهورها ، وبها يتفاخرون .


إن القرآن الكريم جاء مشحوناً بتعاليم إماتة الإستبداد وإحياء العدل والتساوي ، حتى في القصص منه، ومن جملتها قول بلقيس ملكة سبأ لقومها “( يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون )” في هذه القصة تُعلم كيف ينبغي على الملوك والحكام والساسة أن يستشيروا أشراف الرعية ، وأن لا يقطعوا أمراً إلا برأيهم .
إن المستبدون يعمدون على احتكار المعلومة وتصنيعها وتجهيل المجتمع ، ويكرهون المتعلمين المتنورين أصحاب العقول والكرامة ، لأن سلطان العلم يفوق سلطانهم ، حيث أن المستبد يخاف من هذه الفئة ، فأصحاب العلم يسعون إلى تنوير العقول ونشر العدل والمساواة والحرية وإماتة الظلم بينما المستبد يسعى إلى إطفاء نورها .


يعتبر المستبد أن الأمة غير ناضجين ، جاهلين ، لا قدرة لديهم على تلبية احتياجاتهم وتيسير أمورهم بمفردهم ، فيشبههم بالقطيع المحتاج للقيادة والحماية .
ألإستبداد أصل لكل فساد ، وذلك نجده عندما يتخذ المستبد الممجدين سماسرة لتغرير الأمة باسم حب الوطن ، أو تحصيل منافع عامة .


بالإضافة إلى ذلك يقوم هذا المستبد بتجريب بعض العقلاء والأذكياء في المراتب والمناصب لكي يكونوا أعواناً منافقين ، فمن بعد هذه التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر بإبعادهم أو ينكل بهم . لهذا لا يستقر عند المستبد إلا الجاهل العاجز الذي يعبده دون الله ، والمنافق الخائن الذي يرضيه ويغضب الله .


إن الإستبداد والذي نتيجته الفساد ، داءٌ تبتلى به بعض الشعوب ، وهو أسوأ أنواع السياسة وأكثرها فتكاً بالإنسام وبالمجتمع المحكوم بالظلم والطغيان ، فمن جراء ذلك يصل هذا المجتمع إلى التراجع والتأخر والإنحطاط في كافة مرافق الحياة ووجوهها ، وإلى تعطيل الطاقات وهدرها ، وسيادة النفاق والرياء بين مختلف فئات الشعب حكاماً ومحكومين ، وطغيان المصالح الشخصية ونسيان المصالح العامة . وهنا العوام بهذه الحالة يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل الذي زرعه المستبد في نفس كل إنسان ……

  هاجر محمد الرفاعي
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *