Loading

wait a moment

No data available!

حبّاً بالله يا دولة الرئيس _ ملاك يحي

كتبت ملاك يحي

لقد نزلت الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي كالصاعقة على رؤوس المحبين والمناصرين الحريريين، فالأخبار المتداولة لا تُبشر خيراً، إذ أن الكثير من المواقع تناقلت أخباراً عن عزوف الحريري وتياره عن خوض الإنتخابات النيابية. مما دفع الجمهور الوفي اليوم، ورغم فقره وقلّة حيلته ورغم الظروف المناخية القاسية، إلى النزول للشارع مطالبين الحريري ألا يترك الساحة السياسية وأن يخوض الإستحقاق النيابي القادم.

علاقة الحريري بمحبيه لم تعد علاقة عابرة، إنما علاقة نابعة من القلب. الحرب اليوم ليست حرباً على شخص، إنما حرباً على أُمّة كاملة بأُمِها وأبيها، ويمكن وصفها بحرب الأقليات بوجه الأكثرية في الشرق الأوسط وما إيران إلا خير دليل على ما يحصل حولنا من اضطهاد للسُنّة في مختلف دول الشرق الأوسط. فالحرب اليوم في لبنان ليست حرباً للقضاء على شخص سعد الحريري، إنما حرباً لاغتيال مشروع وطن، ومشروع اعتدال، واستبداله بمشروع خبيث لا يعرف شيئاً عن الرحمة.

إحداهم قالت ضمن مجموعة دردشة تابعة لمناصري المستقبل: من كل مناطق لبنان لازم ينزلوا، حتى يتراجع عن قراره ما فيه يتركنا ١٧ سنة نحنا واياه عالحلوة والمرّة، لازم يناموا بالشارع.

وأحدهم، ممن شاركوا بالمسيرات الداعمة اليوم، ردّد: “مع احترامي للشيخ سعد، وين رايح، قبل متروح خود ولادنا معك، لأن للأسف إذا راح الشيخ سعد اليوم، بدنا نلحقه لأن بوجوده يخوضون حرب ضدنا. لا يمكنك الذهاب، لقد استُشهد رفيق الحريري ورحل، ولكن أنت اليوم لا تستطيع الذهاب.

إذاً يا دولة الرئيس ذهابك وإيابك لم يعد ملكاً لك ولا قراراً تتخذه بنفسك. ذهابك وإيابك لم يعد مرتبطاً بقرار خارجي من هنا وهناك. إنما أصبحت ملكاً لمناصريك الأوفياء الذين عاهدتهم وعاهدوك منذ ١٧ عاماً وعلى المُرّة قبل الحلوة.
إنهم اليوم يصطادون في الماء العكِر، حربُهُم خاسرة وإن طالت، لن تدوم للأبد. مشروعنا هو مشروع وطن واعتدال، بل مشروع أُمّة كاملة، نحن اليوم نخوض حرباً وجودية لا عودة منها. لقد تمادى المجرمون بحقدهم ولكن “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”.

حبّاً بالله يا دولة الرئيس، فاجئهم نهار الإثنين بأنك ها هُنا باقٍ تقود سفينة الإعتدال نحو برّ الأمان. فالوطن بحاجة اليوم لمكونه المعتدل، بحاجة لأقلامه الحُرّة التي تخوض حرب الكلمات بوجه السلاح المتفلت المدعوم من دولة راعية للإرهاب. إننا اليوم أقوى بكثير مما كنّا عليه يا دولة الرئيس، لا نحتاج أموالاً لخوض الإنتخابات، ولا نحتاج تحالفات. نحن اليوم بحاجة فقط للشعب المُثقف، الذي يعي أننا في حرب وجودية ضد ميليشيات مُسلحة لا تمت بالسيادة والإعتدال بصلة.

حبّاً بالله لا يضيع وطن، ولا تقِلُّ عزيمة. حبّاً بالله فاجئهم نهار الإثنين بأن وقوفنا أطول من أعمارهم، وأكبر من مشروعهم.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *