المركزية – في اجراء غير مسبوق ولأول مرة في تاريخ العلاقة بين البلدين، أعلنت وزارة الخارجية السعودية استدعاء سفيرها لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانيّة لدى السعودية خلال الـ48 ساعة المقبلة”، موضحةً أنّ “لأهميّة اتخاذ الإجراءات اللّازمة كافّة لحماية أمن السعوديّة وشعبها، فقد تقرّر وقف الواردات اللبنانيّة كافّة إلى السعوديّة، كما سيتمّ اتّخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف”.
ففي بيان، اوردته وكالة “الانباء السعودية – واس” اعلنت الخارجية السعودية، انه “الحاقا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية بتاريخ 21 ربيع الأول 1443هـ، الموافق 27 أكتوبر 2021م، بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها فضلا عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها.
كما أن ذلك يأتي إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لا سيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.
وفي هذا الصدد فإن حكومة المملكة تأسف لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها، من منطلق ما تكنه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة، إذ أن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقا لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق الذي يجمعه بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية، وكما هو مشاهد من خلال قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الارهابية.
وعليه فإن حكومة المملكة العربية السعودية تعلن استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية خلال ال (48) ساعة القادمة، ولأهمية اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها، فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف.
وحرصا على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان.
وتؤكد حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي”.
وموقف خليجي مماثل: وعلى خطى المملكة، افاد مصدر مقرّب من مجلس التعاون الخليجي لـmtv: سيتم طرد جميع سفراء لبنان من دول مجلس التعاون في الساعات القليلة المقبلة.
وتحدثت معلومات للـLBCI عن اجتماع لمجلس التعاون الخليجي في الساعات المقبلة والبحث جار لطرد جميع السفراء اللبنانين.
الى هذا، قال مصدر سعودي لـmtv ان “الأزمة الدبلوماسية الحادة ستؤدي الى عزلة لبنان عربياً ولا زلنا في البداية”.
فيما اشار مصدر خليجي الى “توجّه لفرض عقوبات سياسيّة واقتصاديّة شاملة على لبنان في الأيّام القليلة المقبلة”
كما كشف مصدر مقرّب من مجلس التعاون الخليلي أن العقوبات لن تقتصر على سياسيين إنما ستشمل أيضاً رجال أعمال مقربين من السلطة في لبنان والخارج بالاضافة الى إدارات ومؤسسات وكيانات رسمية لبنانية.
تغريدة بخاري:
وجاء الاعلان السعودي بعد تغريدة لافتة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري قال فيها: ” تعتبر النقطة على السطر (.) الرمز الأعظم في النص”.
ووفق مصادر mtv وفي قراءة لتغريدة السفير البخاري فإن النقطة على السطر “هي بمثابة رسالة للحكومة بأنه لا يمكنها الاستمرار على هذه الحال من دون اتخاذ أي إجراء بحق وزير الاعلام، وبالتالي فإن ٧٢ ساعة المقبلة ستشهد تصعيداً سعودياً حاداً لم تشهده العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة منذ نشأتها حتى اليوم”.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر خليجيّة لـ mtv عن إجراء تنوي الدول الخليجيّة اتخاذه ضدّ لبنان، ردّاً على الكلام الصادر عن وزير الإعلام جورج قرداحي.
وأشارت المصادر الى أنّ هذا الإجراء قد يكون إما سحب سفراء دول الخليج من لبنان أو الطلب من سفراء لبنان في هذه الدول مغادرة أراضيها.