خالد الرفاعي. _ أنا والخبر.
السياسة التي فرضها المجتمع الدولي على لبنان اقتصادياً وسياسياً من أجل إضعاف حزب الله في الشارع اللبناني لم تعط أيَّة نتيحةٍ، بل تسبَّب فقط في إضعاف جميع الأحزاب الصديقة والمعوَّل عليها، ومعهم المجتمع المدني الذين لم يكونوا قادرين على إثارة غضب الطائفة الشيعية والشارع اللبناني ضد حزب الله الذي مازال حتى الآن يسيطر على القرار اللبناني في كل المجالات كما أن الشارع الذي يؤيده ويدعمه، بقي تحت سيطرة الثنائي الشيعي المكون من حزب الله وحركة أمل ولم يتراجع رغم كل الحصار الإقتصادي، عبر تحميل جميع أحزاب السلطة أوزار الانهيار الحاصل الذي يضرب مفاصل جميع شرائح المجتمع اللبناني.
والنتيجة، كانت، أن حزب الله سجَّل تقدم في التمدد الى مناطق خارج الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك الهرمل وغيرهم من المناطق الذي يفرض السيطرة عليها فهو اليوم أصبح له امتدادًا الى الشمال وصولاً حتى إلى عكار التي شهدنا كيف يسرح ويمرح بها بكل حرية مع تراجع جميع الأحزاب التي لها نفوذ في هذه المناطق.
و نرى كيف أنّ المتابعين يقرؤون الوضع من خلال الأحداث، حيث أن الانتخابات القادمة لن تلبي طموح المجتمع الدولي ومعهم بعض الدول العربية بل ستكون سلبية بامتياز لهم.
ضعف الأحزاب الأخرى سيكون ورقة تقدم الى حزب الله حيث بقيَ الوحيد المحافظ على شارعه الشعبي.
فالمجتمع المدني سيكون ضعيفًا كما الأحزاب السياسية المتبقية.. وبالتالي، ستتقاسم المقاعد النيابية الأحزاب و المجتمع المدني كالمستقبل مثلاً، الذي حتى الآن متحصن بالشارع السني بنسبة ٤٠٪ مع تراجع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في الشارع المسيحي بنسبة ٤٠٪، مع تقدُّم حزب الكتائب والمجتمع المدني بنسبة ٢٠٪ لكلِّ منهم. أما التقدمي الإشتراكي ليس كما كان، فهو كذلك متراجعٌ بنسبة ٢٥٪، متقاسمًا النسبة بين الاحزاب الموجودة في مناطق نفوذه مع المجتمع المدني.
يكون الجميع تراجع في عدد المقاعد والمستفيد منها المجتمع المدني الذي سيحصل على عدد مقاعد في المجلس النيابي لم تتجاوز ١٠ مقاعد وتكون من طريق الاحزاب التي تناهض سياسة حزب الله وتكون النتيجة ضعف لهم ووصول عدد من النواب بأصوات المجتمع المدني الذين بالأصل سيكون وضعهم ضعيف وصعب في المجلس النيابي أمام النتيجة التي بقي محافظًا عليها الثنائي الشيعة في المجلس النيابي والتي ستكون اكبر كتلة نيابية في هذا المجلس وتسيطر على قراره مقابل تشرذم كل الكتل السياسية الأخرى.
وهنا تكون كل الممارسات التي حصلت من المجتمع الدولي على لبنان لم تحصد غير خروج حزب الله منتصرًا ومتسلحًا بالأكثرية النيابية لينتج رئيس للجمهورية كما يشاء وركنا يريد. فهل يعي ويدرك المجتمع الدولي هذا الخطر الذي سيجعل من لبنان رهينة بيد حزب الله أكثر من أي فترة سبقت أو قد تسبق هذه الانتخابات؟!