الرئيس الحريري يجول العالم لبناء الدولة
ونصر الله وباسيل ينظران من الزوايه والزواريب
يعيش اللبنانين ازمة اقتصادية واجتماعية خانقة تستدعي ان يعود بعض السياسيين الى ارض الوطن وان يتخلوا عن تباعيتهم للخارج ، فمن المعيب ان تبقى الدولة اللبنانية في حالة غيبوبه يحكمها مراهقا يستغل قرابته وقربه من الذي يسكن بعبدا ولا يحكم منها!! ففي الوقت الذي يجول الرئيس سعد الحريري على الدول العربية والغربيه لاعادة الثقة بالدولة اللبنانيه ويسعى الى تأمين المزيد من اللقاحات للشعب اللبناني يعيش الرئيس ميشال عون في عالم وردي يرقص في ساحته صهره المدلل على انغام اللالالند
من المعيب ان يبقى البلد مقيدا ومشلولا اكراما للمشروع الايراني الفارسي الذي كلما تخاصم مع الولايات المتحدة اخذ لبنان وشعبه رهينة عبر وكلائه الشرعيين الذين مازالوا يحتكرون الوطن منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ومن المخجل ان نتحول الى صندوق بريد للرسائل الساخنة الايرانية لمحيطنا العربي حينا ، والعالم الغربي حينا اخر خدمة لمصالح محور الممانعة المحتل للعراق وسوريا واليمن. السنوات الاخيرة من حكم حزب الله الغير مباشر في بعض الاحيان والمباشر في بعضها الاخر ، كان كفيلا للعب دورا سلبيا واساسيا ادى الى انهيار الدولة اللبنانية اقتصاديا وماليا واجتماعيا ما انتج مجتمعا مغايرا للمجتمع اللبناني الذي عرف عنه بانه من اكثر الشعوب العربيه ثقافة وتمدّن، وديمقراطية هذه الصفات كانت تميزه و تسمح له بان يتقبل الاخر مهما كان الخلاف عميقا بين المتخاصمين الا ان الوضع اللبناني المتأزم على كافة الصعد بسبب سلاح حزب الله الغير شرعي وسلطته في الداخل اللبناني التي اكتملت بحكم من لا يحكم في بعبدا تدخلاته الاقليمه ومساندة النظام الايراني بتوسعة رقعة نفوذه على الاراضي العربية على حساب الاغلبية الساحقة التي يتم اتهاضها يوميا في العراق وسوريا ولبنان اوجد واقعا مذهبيا طائفيا متناحرا على الارض و السلطة
الا ان الجديد والمخيف الى حد بعيد رغبة حزب الله بالسيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية عبر منظمة متكاملة بدأت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتمر بعد ذلك بشل الدولة ومؤسساتها التشريعيه والتنفيذيه وتقليص دور الدولة وانهاكها لحد الانهيار من خلال التحكم بمجلس الوزراء ومنع تشكيل حكومة وطنية مستقله ونشر ديمقراطية عرجاء عمياء تتماشى مع ما يسعى الى تطبيقه امين عام حزب الله في الداخل اللبناني الذي اعطى لنفسه الحق بان يكون مقدسا سرمديا حاكما بامره يتدخل في شؤون الجميع ويمنع على الجميع بان يتدخلوا بشؤونه رافعا شعار البيت الداخلي الشيعي المقدس الذي لا يحق لاحد بان يتدخل فيه او يتساءل عنه او يناقش اي مسألة تخصه، بعد ان اخضع المعارضه الشيعيه بقوة السلاح في الضاحية والجنوب والتي تشكل جزء كبير من الطائفه التي يمكننا ان نصنفها بالمعارضة التي تعيش تحت رحمة شبيحة الحزب… ليس مستغربا بان يتأثر جبران باسيل بثقافة حلفائه فيرفع الصوت ويتوعد ويهدد ويطالب بالاصلاح وهو عراب الفساد ليس مستغربا بان نسمع بتلك الخزعبلات من رجل امكانياته لا تسمح له سوى ان يكون صوره مقلّده رديئه للحاكم بامره في الضاحية الجنوبية ، جبران يقرأ ما لم يكتبه وينفذ ما يطلب منه هو كدمية عمياء خرساء تحركها خيوط من صنعها الا انّه علينا ان نعترف بان الاخير رغم تفاته تمكن من ان يتجاوز جنون عمّه وكذبه ليصبح دون كيشوت لبنان ومهرجه
وما غاب عن ذهن امين عام حزب الله، ان لبنان ليس سوريا وليس العراق وان تركيبته المذهبية والطائفية المعقدة لن تسمح له بان يلعب دور القائد الموحّد المطاع حتى لو كان الرئيس ميشال عون ومن حوله موظفين لديه ولدى مشروعه ، لقد غاب عن ذهن سيد حزب الله بان لبنان اخر معقل للمسيحين في العالم العربي ! وان الغرب لن يسمح لايران بان تنقل معركتها المذهبية الى لبنان ، لقد غاب عن ذهنه بان المسلمين السنة في لبنان لديهم امتداد عربيا اسلاميا ينتصر اليوم في اليمن ، ويزعزع التمدد الايراني في العراق ، لقد تناسى السيد حسن باننا لدينا امتدادا عربيا وعسكريا منع سقوط البحرين بايدي وكلاء ايران في الخليج ، لقد غاب عن ذهن سيد الضاحية بان المنتصر في سوريا ليس حزبه او ولاية الفقيه بل انها الدولة الروسيه المتصارعه مع الولايات المتحدة على النفوذ في الشرق الاوسط ، ولولا التواجد الروسي المستفيد من ترسيخ وجوده في سوريا ليتفاوض على حصته في ما بعد مع القوة الاقليميه لما رجع من حزب الله سوى التوابيت والمعوّقين لذا عليك ان تكون عقلانيا بطروحاتك يا سيّد و عليك ان تتواضع!
حزبك ميليشيا وليس من ميليشيّه مقدّسه! وانت لا تمتلك القدرة على الانتصارات الالهية فلا تتوهم ما ليس لديك، سيد حسن اعد قراءة تاريخ المنطقة العربية… رحم الله امرء عرف قدر نفسه فوقف عنده. الجميع يعلم من هو الذي انتصر في سوريا ومن هو الذي يجتمع مع جبران وكيف يتم تقسيم الادوار بينكم وبين حلفائكم الفاسدين