صيدا في 8 نيسان 2021 – زار السفير التونسي بوراوي الإمام على رأس وفد من السفارة، مدينة صيدا بدعوة من رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله، والتقى عددا من الشخصيات السياسية والمرجعيات الصيداوية. ورافق السفير في زيارته القائم بأعمال السفارة التونسية والوزير المفوض رضا شهيدية. وشملت زيارات السفير رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري، أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، محافظ الجنوب منصور ضو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، بلدية حارة صيدا وجمعية التنمية للإنسان والبيئة. كما أجرى السفير بوراوي خلال الزيارة اتصالا برئيس بلدية صيدا محمد السعودي واطمئن إلى صحته. واستقبل علي محمود العبد الله السفير الإمام في دارته في مجدليون بحضور العائلة ورئيس شركة عزام للمقاولات نادر عزام، بعد أن زار السفير مقر مجموعة أماكو وتلقى هناك درعا تكريمية من العبد الله.
زيارة النائب الحريري
رافق السفير الإمام خلال زيارته رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري في مجدليون، رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله، وشارك في اللقاء مستشار النائب الحريري للشؤون الصحية الدكتور ناصر حمود. وخلال اللقاء استعرض السفير الإمام والنائب الحريري العلاقات الثنائية بين لبنان وتونس ومجالات التعاون المختلفة، والعلاقة المميزة التي تربط مدينة صيدا بتونس وشعبها. كما تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الاقتصادية والثقافية والصحية. وأكد الطرفان على أهمية العلاقات التي تربط الشعبين اللبناني والتونسي. وثمّنت النائب الحريري في هذا السياق وقوف تونس الدائم الى جانب لبنان. كما كان تأكيد على أهمية تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والتربوية والصحية وما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وشدّدت النائب الحريري على أهمية التجربة التونسية المميّزة، لا سيما في مجال دعم حقوق المرأة وفي مجالات أخرى كالتربية والتعليم والتنمية البشرية. من جهته أعرب السفير الإمام عن سعادته بلقاء النائب الحريري، ونوّه بجهودها في شتى الصعد الانسانية والتربوية والوطنية، معربا عن اعتزازه بهذا اللقاء. وفي ختام الزيارة قدمت الحريري للسفير الإمام ولكل من شهيدية والعبد الله كتاب “صيدا المدينة القديمة”، الصادر عن “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة”.
لقاء النائب سعد
وفي اللقاء مع أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد ناقش الطرفان مستجدات الأوضاع في لبنان وتونس والمنطقة العربية. وجرى التأكيد خلال اللقاء على أهمية التعاون بين لبنان وتونس على مختلف الصعد بما يخدم الشعبين، وبخاصة جيل الشباب. وقال النائب سعد: “كانت اللقاء فرصة للتداول في مختلف الأوضاع العربية والعلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وطيدة وراسخة ومصالح عدة، وذلك خدمة للشعبين اللبناني والتونسي. من هنا ننطلق، وبالتحديد عند ما أكد عليه السفير الامام، بأن الشعوب العربية تتطلع الى مشروع نهضوي تحرري ينصف الأجيال الجديدة في تطلعاتها، من أجل مستقبل أفضل لبلدانها، وأن تلتحق بلداننا العربية بالعصر وبأفكاره وبأساليبه في كل المجالات”. وختم قائلا: “من هنا لا بد ان نفتح المجال امام الأجيال الجديدة لكي تأخذ دورها في الحياة العامة، وأن تكون هي من يقرر المستقبل في بلدانها”.
أما الامام فأكد خلال اللقاء، على “العلاقات التاريخية المميزة والعميقة التي تجمع البلدين، وعلى أهمية التعاون من أجل مواجهة التحديات والهموم التي تواجه منطقتنا العربية، وذلك تلبية لتطلعات الشعوب وبخاصة جيل الشباب”. كما أكد على أهمية “العمل من أجل تحقيق حياة أفضل وتكريس الحق الجوهري لكل مواطن عربي بالحرية والكرامة”.
زيارة محافظ الجنوب
زيارة السفير الامام إلى محافظ الجنوب منصور ضو، كانت مناسبة تطرق فيها الطرفان إلى سُبل التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، لا سيما التي تهم الشباب والمرأة وغيرها من القضايا. وأجمع الطرفان على أهمية التقارب بين الشعبين اللبناني والتونسي وأهمية العلاقة التي تجمع البلدين على المستويات كافة. وأعرب السفير الإمام عقب اللقاء عن سروره لزيارته صيدا ولقائه بالمحافظ ضو، وقال: “ألتقي المحافظ للمرة الاولى، لكنني أعتبره الصديق الكبير، وهذا ما شعرت به مع كل سكان صيدا والمسؤولين الذين التقيت بهم”. وأضاف: “هناك تقاربا كبيرا ونحاول سوية ترجمة هذا التقارب وهذه المحبة الى تعاون في مختلف المجالات، خصوصا المجالات التي تهم الشباب والمرأة والمجتمع المدني، وكل ما فيه مصلحة التبادل الاقتصادي والتجاري. وختم مؤكدا أن “هناك تقاربا كبيرا بين الشعبين، ولمست هذا من خلال اللقاءات التي جمعتني بالشخصيات في صيدا، وإن شاء الله سيكون هناك تعاون مع محافظة الجنوب في مجالات مختلفة والأكيد ان القادم أفضل”.
لقاء واسع في غرفة التجارة
وفي غرفة التجارة كان في استقبال السفير بوراوي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، وأعضاء مجلس الإدارة والمدير العام المساعد الى معهد البحوث الصناعية المهندس مارون سيقلي ومستشارة الغرفة رنا السيد. وعُقد خلال الزيارة لقاء موسّع حضره رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، وتباحث المجتمعون في سُبل تعزيز التبادل التجاري بين رجال الأعمال اللبنانيين ونظرائهم التونسيين في كافة المجالات، ودراسة فرص الاستثمار المتاحة، إضافة الى استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين. وخلال اللقاء قال صالح أن “علاقات الصداقة والأخوة بين لبنان وتونس متينة وراسخة منذ عهد الفينيقيين على كافة الصُعد الاقتصادية والسياحية والثقافية. واستذكر صالح “القصة الملحمية التي تروي أن الأميرة إليسا ابنة ملك صور اللبنانية الأصل في العهد الفينيقي، اشترت قطعة أرض تتسع لمساحة جلد ثور، وبعد ذلك وسّعت المساحة وشيّدت عليها مدينة قرطاج ثم حوّلتها إلى عاصمة لإمبراطورية خضعت لحكمها بلاد شمال افريقيا”. وأضاف: “بما أن التبادل التجاري هو في صلب اهتماماتنا كقطاع خاص، فالإحصاءات تشير إلى أن الميزان التجاري هو لصالح تونس وتتصدر الصناعات الكيماوية والمعادن والخشب قائمة الواردات”. وأضاف: “سنستغل اجتماعنا اليوم للبحث في إمكانية زيادة حجم التبادل التجاري، والنظر في فرص الاستثمار المُتاحة، وفي كل ما يسهّل عمليات الشراكة في كافة المجالات الزراعية والتجارية والصناعية، وزيادة الثقة بالمنتجات اللبنانية، مما يسهل دخولها الى تونس ومنها الى دول المغرب العربي وشمال افريقيا”.
من جهته، شدّد السفير بوراوي على “متانة العلاقات اللبنانية التونسية”، وقال: “إن ما يجمعنا من تاريخ مشترك يعطينا القدرة على تحويل هذا الضعف في الميزان التجاري الى قوة تجارية تجمع بيننا كتونسيين وكلبنانيين، ومنذ تسلّمي مهامي كسفير في لبنان قلت للمسؤولين اللبنانيين ان هناك علاقات من الود والكثير من المحبة، ولكن قليل من التبادل التجاري والتعاون”. وأضاف: “هناك تعاون في المجالات الثقافية والفكرية، وتقارب كبير بين بلدينا وشعبينا لأسباب تاريخية تعود لنظرتنا الى الحياة ومقاربتنا للشأن العام. ولا بد لكل هذا الود والمحبة والتقارب ان يترجم الى مشاريع لمصلحة الطرفين”. وختم قائلا: “تجمعنا العديد من المزايا والمصالح المشتركة، فلنعمل سويا على تحقيقها عبر توظيفها في مشاريع تعود بالفائدة علينا جميعا. على أمل أن تترجم هذه النوايا والارادات الطيبة والحسنة الى افكار عملية”.
زيارة البزري
وخلال زيارته إلى رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، قال السفير بوراوي: “شرف كبير لي أن ألتقي الدكتور عبد الرحمن البزري في أول زيارة لي إلى صيدا، وأنا أحيّيه على الجهد الكبير الذي يبذله لحماية الصحة العامة. لبنان كما تونس يواجهان أزمة صحية كبيرة نتيجة جائحة كورونا، وهذه أزمة عالمية أيضا. وثمة جهد كبير يبذله العلماء والأطباء والباحثين، الذين نحييهم من هنا مع الدكتور عبد الرحمن البزري. من جهة أخرى أنوّه بالعلاقات التاريخية المتميزة بين تونس ولبنان والتي تتسم بالمودة. ونحن حريصون على تجسيد هذه العلاقات المتميّزة. ونتطلع إلى ترجمة هذه العلاقات المميزة من خلال مشاريع مشتركة. وأجدّد التعبير عن سروري لزيارة هذه المدينة”.
أما الدكتور البزري، فقال: “نرحب بالسفير بوراوي الإمام في مدينته صيدا، ونرى أن زيارته إليها تشكل تعبيرا عن حبه لبلدنا وعن خصوصية العلاقة التي تجمع بين البلدين. الجميع يعلم عن التاريخ المشترك الذي يجمع بين لبنان وتونس، وتحديدا بين المدن الساحلية اللبنانية مثل صيدا والمدن التونسية، ونحن نعلم أيضا أهمية الامتداد العربي الذي تمثّله تونس كدولة صديقة، وهي أيضا محط أنظارنا نظرا للتطور الديمقراطي الذي تشهده. وهذه من المؤشرات التي يجب أن يستفيد منها اللبنانيون دائما. ونحن ننظر إلى العلاقة التي تجمع لبنان وتونس، باعتبارها علاقة خاصة، وثمة قواسم مشتركة عدة تجمع بين الشعبين. لقد أطلعنا سعادته على التطورات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في لبنان. كما تداولنا في المشكلة التي يعاني منها كل العالم والمتمثلة بوباء كورونا، إذ أن كل دول العالم بغض النظر عن حجمها تواجه هذا الوباء. ومن الواضح أن الدول لا تستطيع منفردة القضاء على الوباء، ولا بد من جهد عالمي وتعاون في هذا المجال لكي نتمكن من القضاء على الوباء”.
استقبال في بلدية حارة صيدا
وفي حارة صيدا كان في استقبال السفير بوراوي رئيس بلدية حارة صيدا سميح كامل الزين، ونائب رئيس البلدية حسن محمد صالح بالإضافة إلى عضو بلدية حارة صيدا الحاج احمد الجبيلي. وعقب اللقاء، قال بوراوي: “تشرّفت بزيارة حارة صيدا وبلديتها، حيث التقينا عددا من الأحبة. صحيح أننا نلتقي بوجهاء هذه البلدة لأول مرة، ولكنني بسبب الود وكرم الضيافة شعرت أنني أعرف أهل هذه المنطقة منذ زمن بعيد، وهذا في الحقيقة ما يجمع بين التونسيين واللبنانيين. لكن ما يجمعنا ليس فقط الود والاحترام المتبادل، بل لدينا أيضا تاريخ طويل من العلاقات المتينة. وتحدثنا خلال اللقاء حول كيفية تحويل هذا الكم من المحبة ومن الود إلى مشاريع في مصلحة شعبينا وأجيالنا”.
وتحدث نائب رئيس البلدية حسن محمد صالح، فقال: “تشرفنا في بلدية حارة صيدا باستقبال سعادة السفير التونسي بوراوي الإمام. هذه الزيارة عزيزة جدا على قلوبنا، خصوصا وأن تونس ولبنان دولتين شقيقتين. ولا ننسى أبدا أن تونس هي دولة المقاومة، ولدى شعبينا علاقات تاريخية مميّزة ولطالما جمعتهما المواقف المشتركة. من جديد أرحب بالسفير التونسي في حارة صيدا، ونتمنى أن يكون بين لبنان وتونس تعاون دائم لما فيه خير البلدين”.
كذلك زار السفير التونسي مقر مجموعة أماكو الصناعية حيث اطلع من رئيسها علي محمود العبد الله على نشاطاتها وأقسامها بحضور فريق عمل المجموعة. وخلال الزيارة كرّم العبد الله السفير بدرع تكريمية. كذلك قدم العبد الله شروحات حول آلات ومعدات المجموعة والتكنولوجيات التي تتمتع بها، وقدراتها التنافسية، مستعرضا عددا من المصانع التونسية التي تستخدم آلات أماكو. ثم جرى استعراض للأسواق العربية والعالمية التي تصدّر أماكو معداتها إليها.
المحطة الأخيرة في زيارة السفير التونسي في صيدا كانت في جمعية التنمية للإنسان والبيئة DPNA حيث استقبله رئيس الجمعية فضل الله حسونة وفريق عمل الجمعية وعدد كبير من المتطوعين الشباب ورافقه في زيارة إلى أقسام الجمعية، وقدم أحد مسؤولي الجمعية سليمان فواز شرحا حول الأعمال التي تقوم بها ونشاطاتها المختلفة في جميع المناطق اللبنانية.
كما اجتمع مع بعض أفراد الجالية التونسية في صيدا وتم التداول بشؤون وأمور الجالية .