عقد منسقو “تيار المستقبل” في الشمال، اجتماعاً في مقر منسقية طرابلس، صباح اليوم الأحد، عرضوا في خلاله الأحداث الأليمة التي شهدتها عاصمة الشمال، شارك فيه منسق عام طرابلس النقيب بسام زيادة، منسق عام عكار عبد الأله زكريا، منسق عام الضنية هيثم الصمد، منسق عام المنية توفيق حامد، منسق عام الكورة – زغرتا – البترون عبد الستار الأيوبي، وأصدروا في ختامه البيان الآتي:
أولاً: ليس خافياً على أحد أن ما تعبر عنه طرابلس من وجع يختصر وجع اللبنانيين في كل المناطق، جراء ما وصلته البلاد من واقع اجتماعي واقتصادي خطير، في ظل “عهد قوي” بالإنكار والتعطيل والهروب من تحمل مسؤولية توفير مقومات الصمود لشعبه، ولا سيما للعائلات الفقيرة، في ظل إجراءات الاقفال العام والحجر لمواجهة تفشي جائحة “كورونا”.
ثانياً: إن ما شهدته طرابلس من أحداث تخريبية مدانٌ بشدة، وهو غريبٌ عنها، ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن قيم وثقافة أهالي هذه المدينة التي أجمع اللبنانيون على وصفها بـ”عروس الثورة”، بعد أن قدمت أرقى التحركات الاحتجاجية في ساحاتها، من دون وقوع أي ضربة كف، رغم كل المعاناة في أحيائها الفقيرة من الوضع المعيشي الصعب.
ثالثاً: إن التضامن الوطني الواسع مع طرابلس وأهلها من قبل كل اللبنانيين جاء ليقطع الطريق على مخططات استخدامها صندوق بريد لتوجيه رسائل سياسية، كما قطع الطريق على بعض الأجندات المشبوهة التي تصب الزيت على نار أي حادث أمني في المدينة، لتشويه صورتها وشيطنتها وكيل الاتهامات الباطلة والحاقدة بحق أهلها، الذين يثبتون في كل المحن، وطنيتهم واعتدالهم، وليسوا بحاجة إلى شهادة من أحد في ذلك.
رابعاً: إن الوعي الذي عبر عنه أهالي طرابلس في رد الهجمة عنها، أحبط كل محاولات إشعال الفتنة فيما بينهم، والايقاع بين أهلها وبين الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، رغم ما يبدونه من عض على جراح التقصير في حمايتهم في تلك الليلة السوداء التي تم فيها الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وإحراق مقر المحكمة الشرعية السنية ومبنى بلدية طرابلس التاريخي.
خامساً: إن الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني ومخابراته مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتفعيل التنسيق فيما بينهم، والقيام بكل ما يلزم للحؤول دون تكرار ما حصل من تفلت أمني، والقيام بواجباتهم في حماية طرابلس وأهلها الآمنين، وكشف الحقيقة الكاملة لما حصل من خلال توقيف كل الفاعلين وفضح كل المحرضين وإخبار الرأي العام بحقيقة المعطيات عن وجود غرفة عمليات كانت تدير الاحداث في تلك الليلة السوداء وما سبقها.
سادساً: إن عدم قيام رئيس الجمهورية بدعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد بشكل طارىء للبحث في خطورة ما شهدته عاصمة لبنان الثانية، يطرح أكثر من علامة استفهام مقلقة إزاء أداء السلطة واستهتارها بحق طرابلس، خصوصاً وأن المجلس الأعلى للدفاع ينعقد للبحث في أمور أقل خطورةً من ذلك بكثير.
سابعاً: “ما حدا أكبر من طرابلس”، مهما برموا السكين في جروحها، ومهما ارتكبوا من جرائم بحقها، من تفجيري مسجدي السلام والتقوى إلى إحراق المحكمة الشرعية السنية ومبنى البلدية، ستبقى طربلس أكبر من كل الحاقدين والمأجورين، وسنبقى نطالب بحقها في العدالة، وفي رفع الظلم عنها، وما ضاع حق وراءه مطالب، ولا يسعنا في هذا السياق إلا التنويه بما صدر عن اجتماع دار الفتوى من مواقف وضعت الاصبح على الجرح، والترحيب بمسارعة الرئيس سعد الحريري إلى المبادرة بالإعلان عن إعادة ترميم المؤسسات التي تم تخريبها، وبكل المواقف التي عبرت عن تضامنها الصادق مع طرابلس وأهلها.
ثامناً: إن الحل الأمني لما حصل في عاصمة لبنان الثانية وحده لا يكفي، المطلوب اليوم أن تبادر السلطة إلى وضع خطة إنقاذية اقتصادية وإجتماعية قبل فوات الآوان، ترفع الحرمان عنها وعن كل مناطق الشمال، وتدعم مشاريعها العامة والخاصة التي من شأنها تأمين فرص عمل لأبنائها في مواجهة نسب البطالة المرتفعة، بالتكافل والتضامن مع الهيئات الاقتصادية والنقابات والجمعيات الاهلية والمجتمع المدني والفعاليات الاغترابية والقطاع الخاص المطالبون أيضاً بالمساهمة والمساعدة في توفير مقومات الصمود والاستقرار والتضامن الأهلي والمجتمعي في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الجميع.
وفي الختام، نتقدم باسم “تيار المستقبل” بالتعازي الحارة إلى عائلة الشهيد عمر طيبة، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأبرياء، الذين سقطوا في تلك الليلة السوداء.
حمى الله طرابلس وأهلها .. وكل لبنان وشعبه الطيب .. من كل شر.