Loading

wait a moment

No data available!

هل افتُعلت الحرائق في لبنان؟

بدت بيروت أمس، عيْناً على «زنار النار» الذي لفّ مناطق عدّة ولا سيما الشوف ورَسَم مشهداً مُفْجِعاً لـ«لبنان يحترق» في «نكبةٍ طبيعية» غير مسبوقة، وعيْناً أخرى على «حرائق» سياسية بعضها «اشتعل» وبعضها الآخَر يلوح «دخانه» من مواقف على طريقة «البلاغ رقم واحد» تشي بأن شيئاً ما يُعدّ للواقع اللبناني من خلْف ظهْر الوضع المالي الدقيق الذي يسابِق محاولات إقامة «شبكة أمان» إصلاحية تقي البلادَ الانهيار الكبير.
وفيما كانت «الرادارات» المحلية تحاول التقاط مَغازي انتقال «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) علناً إلى «مَقاعد القيادة» لمرحلةِ الدفْع نحو التطبيع الرسمي مع النظام السوري وتوجيه دفّة الخيارات ضمن مشروع موازنة 2020 بما «يخْدم» عنوان إحياء التنسيق المباشر مع دمشق من خارج المظلة العربية – الدولية و«أجندةَ» التصدي للعقوبات الأميركية، دَهَم اللوحةَ السياسية – المالية الداكنة «يوم جهنّمي» اجتاحَ معه نحو 150 حريقاً بلداتٍ في الجبل والشمال والجنوب في «ثلاثاء أسود» ترك معه «إعصار النار» آثاراً مدمّرة تركّزت في المشرف والدامور والدبية والناعمة (ساحل الشوف) وبعورتا (عاليه).
ومن قلْب عمليات الكرّ والفرّ بين فرق الإطفاء والنيران «المتمرّدة»، وعلى وقع ما يشبه «حال الطوارئ» الحكومية في ملاقاة «الكارثة الوطنية»، أطلّت ملامح «تَمَدُّد» بقعة زيت المناخ السياسي المحتقن الذي باغتَ لبنان في الأيام الأخيرة إلى «وليمة النار» المفتوحة، وسط ارتيابٍ من أن تكون الحرائق «الموجِعة» اندلعت بـ «عودِ ثقاب» سياسي ولا سيما في الشوف بعدما استعيدت أجواء الصراع الحامي بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط و«التيار الحر».
ولم يكن عابِراً غمْزُ محسوبين على جنبلاط من قناة أن الحرائق في الشوف مفتعلةٌ وسط إيحاءات بأنها ربما تضمر أهدافاً «أمنية» تمهّد لاستباحة الجبل عبر «الأرض المحروقة»، في مقابل كلام نواب في «التيار الحر» عن رصْد سيارة تولى مَن فيها إشعال حريق في جرد عاليه (النائب سيزار ابي خليل) وصولاً إلى طرْح النائب ماريو عون علامات استفهام كبرى حول «كيف أن الحرائق لا تطول إلا مناطق مسيحية».
ولم يكن هوْلُ «المصيبةِ اللاهبة» كفيلاً بإخماد الاستقطابات السياسية الحادة التي «خَرَجَ جمرُها من تحت الرماد» على خلفيةِ إعلان رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل عزْمَه على زيارة دمشق وتهديده بقلْب الطاولة داخلياً بعدما كان دعا أمام الجامعة العربية لاستعادةِ سورية مقعدها فيها، وهي الاندفاعةُ التي «صبّتْ الزيتَ على النارِ» في علاقة حزبه بـ «التقدمي» الذي بدا وكأنه «حرق المراكب» مع العهد حين طالب برحيله.
وإذ كانت الأنظارُ شاخصةً على كيفيةِ الحدِّ من أضرارِ ملامح انفجارِ الودّ الملغوم بين جنبلاط وفريق عون واحتواء تَشظيات تَفَرُّد باسيل في الدفْع نحو إحياء العلاقة الرسمية مع النظام السوري وسط أسئلةٍ حول مدى قدرة رئيس الحكومة سعد الحريري على المضيّ في حمْلِ «كرة النار» وتدوير الزوايا ولاسيما بعدما أصاب التوترُ السياسي العالي مجلسَ الوزراء في جلسته الاثنين، استوقف أوساطاً مطّلعة أن وهجَ تصعيدِ «التيار الحر» الذي لَفَحَ مناقشاتِ الموازنة في ظل ما اعتُبر «عملية ارتداد» على بعض البنود التي كان تم الاتفاق عليها لتعزيز الإيرادات يأتي من ضمن مناخٍ جديدٍ يرتسم في أفق المشهد الداخلي بِتَناغُمٍ مع «حزب الله» الذي بدأ أمينه العام السيد حسن نصر الله يدير مجموعة من اللقاءات التي تركّز على الشقين السياسي والمالي – الاقتصادي من الوضع اللبناني.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *