نطرح السؤال، المذكور في العنوان، في موقع الاستفهام لا الاتهام.سمعنا، في الأيّام القليلة الماضية، كلاماً عن رغبة بالإطاحة بحاكم مصرف لبنان. بفارق ساعاتٍ قليلة فقط، قال رئيس الجمهوريّة “اسألوا رياض سلامة (وعلي حسن خليل) عن الوضع النقدي”، وأكد الوزير جبران باسيل أنّ البعض في الداخل يتعاون مع من يتآمر على لبنان من الخارج.في كلام الرئيس ميشال عون، ثمّ كلام باسيل، إشارة الى سلامة التي كانت علاقته دوماً غير سليمة بالرجلين.التزم الحاكم الصمت. جاء الردّ من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال في عظة الأحد: “ليس من المقبول التّصويب على مصرف لبنان، برئاسة حاكمه، الذي حاز على كلّ التّقدير الدّوليّ، ونجح في الحفاظ على الاستقرار النّقديّ”.ولكن، هل يريد عون وباسيل فعلاً رأس سلامة؟يضع كثيرون الأمر في خانة السباق الرئاسي، وضرورة الإطاحة بالمنافسين، والأبرز، من خارج النادي السياسي الضيّق، قائد الجيش وحاكم المصرف المركزي. وقد شهدنا في الأيّام الأخيرة حملتين على الرجلين.ويرى آخرون أنّ استهداف سلامة، إن صحّ، هدفه الإمساك بموقع مسيحي هو الوحيد “المتفلّت” تماماً من قبضة “العهد”، الذي يتعاون معه سلامة بالحدّ الأدنى.ويعزّز مناصرو فكرة وجود حرب على سلامة رأيهم بعدم تعيين نوّاب للحاكم حتى الآن، وذلك بهدف إضعافه.من هنا، علينا أن نراقب إذا كانت ستستمرّ زيارات سلامة الدوريّة الى قصر بعبدا، علماً أنّ المنطق يفرض أن تحدث مثل هذه الزيارة اليوم لكي يطّلع رئيس الجمهوريّة من الحاكم على التطورات الماليّة الأخيرة، خصوصاً تلك التي غابت عنه أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأميركيّة.وبغضّ النظر عن وجود رغبة بالإطاحة بسلامة، فإنّ الرجل متحصّنٌ بثقة داخليّة، خصوصاً من القطاع المصرفي، وخارجيّة ظهرت معالمها بوضوح في محطات كثيرة، وتتمثّل تحديداً بتمسّك أميركي ببقائه على رأس المصرف المركزي.من هنا، ستكون الحرب على رياض سلامة مكلفة جدّاً. وأسوأ ما فيها أنّها مكلفة على البلد…وما من حاجة للقول “ما منحمل”.