Loading

wait a moment

No data available!

تربيتك سليمة بحوارك وحنانك وليس بعنفك وتسلطك _ هاجر الرفاعي

صورة من الأرشيف

كتبت هاجر الرفاعي في أنا والخبر.

في هذه المقالة سوف نتناول موضوع التربية الأسرية من ناحية : التعريف ، وما هو الحوار والحنان ، وكيف أن وجودهما داخل التربية يساهمان في نشأة الفرد نشأة سليمة ومن ناحية ثانية كيف أن غيابهما يشتت الأفراد ويخلق فيهم عقد نفسية 

ما هي التربية الأسرية ؟؟

ألتربية بشكل عام هي تلك العملية الواعية ، المستمرة ، البناءة والمخططة التي تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته ويدرس شخصيته جسمياً ، عقلياً ، إجتماعياً وانفعالياً ويفهم خبراته ويحدد مشكلاته .
أما مفهوم التربية الأسرية ، يشير إلى العناية ، الرعاية والإهتمام في مختلف المراحل العمرية ، وتشتمل على التربية الأخلاقية ، البدنية والسلوكية بما يتناسب مع المجتمع الذي يعيش فيه . كما أنها تقوم بمهمة توجيه الطفل وتعليمه الأمور الصحيحة من الأمور الخاطئة وتشير أيضاً إلى تكاتف الأسرة من كل النواحي لتحقيق الإستقرار والسعادة داخل الأسرة وخارجها .
ألتربية الأسرية تعد إذاً مسؤولة في خلق جيلٍ واعٍ ، متطور وبالعكس في خلق جيلٍ جاهل غير واعٍ مليء بالعقد النفسية . كل هذه الأمور التي تقوم بها التربية الأسرية التي ذكرناها لا بد من إعتمادها أسلوب الحوار مع إبراز عنصر الحنان والمحبة ضمنه للأفراد .

فما هو الحوار ؟ وما هو الحب الحنان ؟؟
ألحوار يعرف اصطلاحاً بأنه تداول الحديث والكلام بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين أو حول مسألة ما يتم التباحث بها ، ويرتكز الحوار على مفهوم النقاش ، فالنقاش هو الذي يتم فيه تبادل الآراء بشكلٍ هادئ عند طرح أي مشكلة للعمل على حلها وهذا ما يجب الإعتماد عليه ضمن الحوار الأسري ، فهو يشكل أساساً لنجاح العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال تعزيز الإحترام والمودة بينهم .
ألحوار الناجح يقوم على قاعدة مهمة هي الإستماع والإصغاء الجيد وضبط النفس والوضوح ، حتى يكون مثمراً يحقق الأهداف المرجوة ، فمع هذا الحوار لا بد من اختلاج مشاعر الحب والحنان فيه من قبل الأهل
أما الحب والحنان فهي تلك العاطفة الجياشة واسعة النطاق ، يمكن أن تطبق بين أفراد الأسرة أو بين البشر على اختلاف الأعمار والأجناس والعنصر ، أو بين الرفقاء والزملاء . فهي تساهم في خلق المودة بين الأفراد والحس بالآخر فيخلق التضامن . حتى أنه يطبق بين أفراد الأسرة ليجعلهم أكثر عطفاً ووداً فيما بينهم ويجعل العلاقة الأسرية متينة يصعب هدمها .
فمن هنا ندرك أن وجود الحوار والحنان ذو أهمية إيجابية داخل الأسرة كما ندرك أيضاً أن غيابهما يؤثر سلباً على أفراد الأسرة . فما هي الأهمية الإيجابية وما هو التأثير السلبي ؟؟
ألحوار في حال وجوده في التربية الأسرية يشكل أساساً لنجاح العلاقات بين أفراد الأسرة . كما أنه يساهم في نشأة الطفل نشأة سليمة خالية من أي عُقد نفسية متمتعاً بحياة هادئة ممتلكاً في نفس الوقت تلك الطريقة الحوارية فيتعامل مع الآخر بها فيصبح شخصاً ذو عقلاً واعياً ، يملك القدرة في التعامل مع الأمور وإمكانية حل أي مشكلة بطريقة عقلانية . أما في حال غياب ذلك الحوار واستبداله بالعنف الكلامي والجسدي والصراخ وفرض السيطرة والتسلط ، هنا يفقد الطفل شخصيته وإن حاول إعطاء رأيه وبوز فكرته لا يُؤخذ بها ولا يُستمع إليها ، فمن جراء ذلك يتحول إلى كائن ضعيف الشخصية منعزل عن أمور الحياة وعن كيفية التعامل معها كما أن يكتسب نفس الأسلوب فيصبح بعيد كل البعد عن الحوار الأسري والتفاوض . فالمشكلة لا تكمن هنا فحسب بل المشكلة الكبرى هي عندما يكبر . فهل سيكون حوارياً مع أفراد أسرته في المستقبل ؟ من المعترف عليه أن : ” فاقد الشيء لا يعطيه ” من هنا يُفهم أنه سوف يتبع نفس الأسلوب الذي تربى وترعرع عليه . فما ذنبه في ذلك ؟ وما ذنب الجيل الذي سوف ينشأ على يديه ؟
فمثل هذا الأسلوب من المؤكد يكون خالياً من المشاعر والأحاسيس ، أي لا زجود لعاطفة الحب والحنان التي يتوجب على الأهل إعطاؤها للأفراد لأنهما يلعبان دوراً مهماً ومؤثراً في نشأة الطفل ، وغير ذلك مع تواجد عنصر الحنية يكون أفراد الأسرة متمسكين ببعضهم البعض ، شاعرين ببعضهم البعض ، فينتج عن ذلك علاقة متينة بين الفرد وأهله ، علاقة يصعب إتلافها . في هذه الحالة لا يشعر الفرد بحالة نقص أو لا إستقرار . أما في حالة غياب ذلك الحنان فينشأ الفرد وبداخله شعورٌ جارف بالحرمان والنقص . ففقدان الحنان من قبل الأهل يتحول الفرد إلى شخصٍ عدواني عدائي ، لا يظهر ذلك على سلوكياته إلا عندما يكبر . وهنا تكمن المشكلة الكبرى .
كما نضيف أيضاً ، غياب الحنان يخلق شخصية غير سوية ، فتصبح غير قابلة للإصلاح ورافضة للحوار والنقاش . وهنا تأتي العقد النفسية التي تحتاج في أغلب الأحيان علاجاً نفسياً لمدة طويلة من الزمن . إن الإنسان بالنهاية ليس حائط بل هو شخصاً يحتاج أن يشعر بذلك الحنان الأسري لكي لا يشعر بالوحدة . فلا أحد يستحق أن يشعر بمثل هذا الشعور . إن حنان الأهل على أفرادهم يبقى مختلفاً . هل تسمحون وترضون أيها الأهل أن يأتي غريباً ويعطي طفلك حنانك الذي هو واجب عليك ؟؟؟؟؟؟
إن الأهل هم المسؤولين وراء شخصية كل فرد ، وهنا لا بد من القول أن :”” أعظم هدية تقدمها لطفلك حينما يكبر هي ؛ أن لا يحتاج طبيب نفساني بسببك .””

                                 هاجر محمد الرفاعي
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *