Loading

wait a moment

No data available!

محمود القيسي : ماتت فلسطين الحزينة فأجمعوا الأبناء حول رفاتها وابكوا كما تبكي النساء..

محمود القيسي / أنا والخبر

عضو الامانة في تيار المستقبل كتب في موقع أنا والخبر

كوشنير، صهر الرئيس الامريكي دونالد ترامب.. وصاحب “النظرية الجديدة” في الفلسفة السياسية “الحديثة” التي تقوم على قاعدة ال “رويدا رويدا” على لحن وايقاع سياسة هنري كيسنجر التاريخية “الخطوة خطوة”.. السياسات التي لم تصل بنا سوى الى “محطة” اوسلو، او اتفاق اوسلو.
اوسلو، الاتفاق الذي تدحرج الى اللاشيء.. تدحرج من آخر الممكن كما اسماه البعض، او من آخر المتاح كما أسماه البعض الآخر، او وُضع في يد الفلسطيني واختباء العرب مثل النعامة.. وتدحرج ذلك الشيء او اللاشيء حتى وصل الى اتفاق غزة – أريحا، ثم اتفاق باريس الاقتصادي، ثم اتفاق طابا – أوسلو ٢، ثم واي ريفر الأول والثاني، ثم خريطة الطريق، ثم أنابوليس.. وهكذا دواليك اتفاقية تلو الآخرى وصولاً الى اللاشيء الذي نعيشه في هذه الايام العصيبة والمصيرية ..
لقد “اجتر” أسلو، او ذلك الشيء او اللاشيء الكيانية الفلسطينية وحلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وسنين النضال الطويل والتضحيات الجسام حتى تلاشت ممثلية الشعب الفلسطيني الوحيدة “منظمة التحرير الفلسطينية” لحساب سلطة الحكم الذاتي، او لمجرد اعتراف مقابل اعتراف..
لقد مضى ربع قرن على اتفاق أوسلو بكل ما “له” وما “عليه” ولم نقم حتى اللحظة بإجراء عملية تقييم ومراجعة وحساب على صعيد الفكر والممارسة ونتائج أسلو او تداعيات أوسلو من الصراعات الداخلية والانقسامات .. وأين التحرير والعودة، وأين الاستقلال والدولة والسيادة والحدود واللاجئون.. وأين الوحدة الوطنية، وفلسطين..
لقد غاب في “انفاق” و نفاق أوسلو او ذلك الشيء واللاشيء معالم منظمة التحرير الفلسطينية التي تحولت إلى سلطة حكم ذاتي بات التنسيق بين هذا وذاك فقط أحد أهم مقوماتها ووظائفها.. هكذا غرقت الثورة الفلسطينية في تفاصيل الإجراءات والتعليمات والبروتوكولات.. هكذا توقفت الثورة وتوقف الحلم، كما توقف إنتاج الفكر العربي القادر على وضع معالم خارطة التحرير والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس..
لقد تجرأ كوشنير لاننا فشلنا نحن امة الضاد في تقديم نظام سياسي قادر على النهوض بالحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومواكبة العلوم العصرية وتطورها.. ولم يكن بإمكاننا من محاسبة دولة الكيان الصهيوني المحتل إسرائيل على تنكرها لكل القرارات الدولية وإلزامها بتنفيذها وفق الشروط والجداول المتفق عليها تحت المظلة الاممية..
لقد تجرأ صهر الرئيس لانه لم يتبقى من الأرض الفلسطينية شيء وقد ابتلعها الإستيطان لقمة لقمة او خطوة خطوة او رويدا رويدا.. او كما يتسأل احد الشعراء حين قال:

ماذا تبقى من بلاد الأنبيا؟
ما بين أوسلو
والولائم
والموائد
والتهاني
والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فأجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء..

المصدر : أنا والخبر

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *