Loading

wait a moment

No data available!

تصريح عون كشف فجوة هائلة بين الرياض ودار الفتوى

ثمّة شيء غريب يحصل في دار الإفتاء وعلاقته مع المملكة العربية السعودية، كشفه وعن غير قصد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر تصريحٍ أدلى به مؤخرًا تناول فيه حقبة الخلافة العثمانية.

ولطالما كانت العلاقة بين الرياض والدار مميزة على الدوام لا تشوبها أي شائبة، فطوال السنوات الماضية لم يتردّد علماء دار الفتوى ومشايخها في الخروج والدفاع عن مواقف السعودية، وانتقاد كلّ من يحاول التصويب على دورها، والتذكير بدورها الفعّال في مساعدة لبنان والوقوف الى جانبه.

لكن تصريح الرئيس عون عن الخلافة العثمانية، واتهامها بالإرهاب وإذكاء الفتن الطائفية وقتل مئات الآلاف من اللبنانيين، كشف عن فجوة كبيرة في العلاقة بين الطرفين (السعودية ودار الفتوى)، فمن هاجم الرئيس اللبناني من قيادات دار الإفتاء، ضربَ سياسة الرياض بشكلٍ مباشر.

وقبل أن يتناول عون دور الخلافة العثمانية ويتهمها بالإرهاب، كانت وزارة التعليم السعودية وتماشيًا مع ثورة الإصلاح والتجديد التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد أجرت تغييرًا هائلًا للمناهج التعليميّة الخاصّة بمادة التربية الاجتماعية للصف الثاني من المرحلة المتوسطة، سلّطت خلاله الضوء على ما وصفته الجوانب الحقيقيّة للإمبراطورية العثمانيّة القائمة كاشفة عن “واقعها وجرائمها، اعتمادًا على مصادر تاريخية موثوقة” بحسب إعلانها.

وعدّدت الوزارة ما وصفته بالجرائم العثمانية كما يلي:”القتال ضد الدولة السعودية الأولى والثانية، دعم بعض القادة المحليين ضدّ الملك عبد العزيز، تدمير الدرعية والبلدات المحيطة، وكذلك أجزاء كثيرة من زهران وعسير، إلى جانب تعذيب الإمام عبد الله بن سعود، آخر إمام للدولة السعودية الأولى، واغتياله بعد نقله إلى اسطنبول”.

وفي ظلّ هذه المعطيات، فإنّ حفلة الهجوم المُنظَّم على تصريح الرئيس عون من قبل رجال دين بارزين في الدار، خصوصًا، الشيخ أمين الكردي، أمين الفتوى (يقوم مقام مفتي الجمهورية بتفويض منه وبعد موافقة المجلس الشرعي الاعلى اثناء غيابه عن البلاد او مرضه الطويل المدى او عندما يتعذر عليه القيام بمهام منصبه)، والمفتش العام للاوقاف الاسلامية، الشيخ أسامة حداد، لم تستهدف عون فحسب بل طاولت بشكلٍ مباشر المملكة العربية السعودية وموقفها من العثمانيين، فالشيخ الكردي وبعدما اسهب في الشرح عن فضائل الدولة العثمانية قال على الملأ، “موقف العلماء ودار الفتوى في لبنان واضح تمامًا في بيان عظمة وفضل وأمجاد وحضارة وتاريخ الدولة والخلافة العثمانية وينبغي أن يكون واضحًا للجميع، وينبغي على الآخر الذي لم يقرأ التاريخ جيدًا ويعمّم في كلامه أن ينتبه لهذا”.

وإزاء هذا الواقع الحالي، بدأت التساؤلات تُطرَح عن سرّ تغيّر رجال الدين في الدار حيال مواقف السعودية وإن كانت تحت شعار انتقاد الرئيس عون، ومن يتحمَّل المسؤولية مشايخ الدار أم السفير السعودي الذي يمثل بلاده في الدولة التي يتواجد على اراضيها، وهل لما يجري علاقة بالقطيعة السعودية الإماراتية والمصرية مع قطر وخلفها تركيا؟.

“ليبانون ديبايت” – جواد الصايغ

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *