كان حزب الله صاحب المبادرة أمس الأحد. نفّذ عمليّة استهدفت آليّة عسكريّة إسرائيليّة، وكان ردٌّ إسرائيليّ ووساطة عربيّة وغربيّة شملت الحزب. كذلك كانت اتصالات قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري أُعلن عن بعضها وبقي بعضها طيّ الكتمان.
في الوقت نفسه، كان المسيحيّون، ونقصد بالكلمة جمهورَي التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، يشتمون بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
انحدارٌ مسيحي رهيب. يتلهّون بالقشور، بالتفاهات، بالتعيينات، بينما تُصنع السياسة في مكانٍ آخر بعيدٍ عنهم.
كنّا ننتظر من المسيحيّين المنتمين الى الحزبين الكبيرين ما هو أكثر من إعلان انتصارات في الـ “ترند” على “تويتر”. وكنّا نتمنّى ألا يتلهّوا بتركيب صور لسمير جعجع في هيئة مجرم، ولجبران باسيل بصورة أرنب. تحتاج المرحلة الى ما هو أعمق بكثير. تحتاج الى وقف هذه التفاهات من “قوم بوس تيريز” الى “هاشتاغات” التيّار الوطني الحر “الولّاديّة”.
لقد كان يوم أمس عصيباً، ولم نسمع “حسّاً” لبعض الوزراء المعنيّين. لو سمع أحد من “التيّار” أو “القوات” كلمة عن زعيمهم لهبّوا للردّ والشتم، أما أن يُضرب لبنان أو يخوض حزبٌ فيه حرباً فأمر لا يحتاج الى تعليق.
لقد تراجع الدور المسيحي كثيراً. الأمر حصل من “يدِنا”، قبل أن يكون بفعل تآمر الآخرين. وإذا كانت حرب الماضي أنهكت المسيحيّين، فإنّ حرب اليوم، ولو بالتصريح والتغريد، تقضي على ما تبقّى.
وما تبقّى ليس كثيراً. يوم أمس كان شاهداً…